[center][color=red]ديفيد بيكهام، كابتن فريق اليونيسف، يرد الجميل إلى اللعبة التي يحبها[/color][/center]

أولاً، لا بد أن تكون قد حلمت بالمكان الذي تريد أن تكون فيه. ثم يتطلب الوصول إلى هناك قدراً ضئيلاً من الحظ، وقدراً كبيراً من الجهد الشاق. وقد وقع ديفيد بيكهام في غرام كرة القدم بمجرد أن استطاع أن يرمي الكرة بقدمه. ومنذ البداية كان معنى ذلك أن ينضم إلى فريق أبيه، "مانشيستر يونايتد" (Manchester United).

وقد أمضى ديفيد مرحلة طفولته وحتى سنوات مراهقته، مع أبيه وأصدقائه أولاً، ثم مع فريق الأشبال المحلي ، "ريدجواي روفر" (Ridgeway Rovers) ، وفريق مدرسته وأي جانب لعب معه، وقد استغل كل دقيقة متاحة لديه لكي يتقن ممارسته هذه اللعبة بأمل أن يطلبه فريق "اولد ترافورد" (Old Trafford). وقد حدث ذلك، عندما كان آنذاك في الثانية عشرة من عمره، ومنذ ذلك الحين لم يعد ينظر أبداً إلى الوراء.

وقد انضم ديفيد إلى فريق مانشيستر يونايتد كمتدرب بعد أربع سنوات. وحقق الفريق نجاحات لا مثيل لها، في داخل البلد وفي أوروبا، لم يكن أقلها فوزه ببطولة كل من الأندية الأولى (Premiership) ، وكأس اتحاد كرة القدم، و "شامبيونز ليغ" (Champions League) في عام 1999. ووجد ديفيد نفسه في قلب مغامرة مذهلة لفريق "اولد ترافورد" (Old Trafford).

وقد انتهى الموسم بتحقيق مجد في "نو كامب" (Nou Camp) في تلك السنة، بتحقيق فريق يونايتد آخر هدفين بحيث فاز على فريق "بايرن ميونخ" (Bayern Munich) للفوز ببطولة "شامبيونز ليغ" (Champions League). وكان ديفيد وقتئذ قد أصبح أباً للمرة الأولى. وكانت تلك لحظة حاسمة في حياته لا تقل عن أي شيء حققه على الإطلاق كلاعب.

الطريق إلى كأس العالم

وفي عام 2000 عهد إليه السيد بيتر تيلور، مديره الإنكليزي الذي كان يرعاه، بأن يصبح كابتن الفريق في مباراة ودية في إيطاليا. وعندما عُين السيد سفين غوران ايركسون خلفاً لكيفن كيغان لمدة طويلة، كان أحد قراراته الأولى أن يطلب من ديفيد الاستمرار في الفريق. ومن ثم صعد فريق شاب ومثير إلى بطولة كأس العالم لعام 2002، بفضل أداء ملهم من جانب الكابتن ضد اليونان في آخر مباراة لهما للتأهل.

وقد انتهى الدوري بخيبة أمل، رغم أن ديفيد بدد أشباحه وأشباح دولته بالفوز على الغريم القديم، وهو الأرجنتين. فقد خسرت إنكلترا لتسجيلها هدفاً واحداً مقابل هدفين ضد الفائز النهائي، وهو البرازيل، في المرحلة النهائية.

وخلال صيف عام 2003 ، كانت فرصة توقيع عقد للانضمام إلى فريق "ريال مدريد" (Real Madrid)، وهو أنجح فريق في تاريخ كرة القدم، فرصة لم يكن باستطاعة ديفيد أن يتوقعها أبداً. فعلى امتداد ما يقرب من 50 عاماً كان ذلك الفريق الذي يضم أعظم لاعبي العالم يحققون انتصارات لا تعد ولا تحصى لبلدهم. وبالنسبة لديفيد كان انضمامه إلى ذلك الفريق فرصة لمهنته ـ ولحياته ـ لتحقيق قفزة هائلة أخرى إلى الأمام.

وتمثل التحدي التالي في أن يفوز لصالح إنكلترا بكأس العالم لكرة القدم الذي سيقيم الاتحاد الدولي لكرة القدم مبارياته في ألمانيا.

تدشين أكاديمية ديفيد بيكهام

ويضع ديفيد، في الوقت نفسه، خططاً للمستقبل تعود إلى بدايات طموحاته كلاعب كرة قدم. فهو لا ينسى البصمة التي لا تمحى التي تركتها مدارس "بابي شارلتون" (Bobby Charlton) لكرة القدم في مانشيستر عندما كان صغيراً يهوى هذه اللعبة. ومنذ ذلك الحين يحلم ديفيد بأن يتيح لأطفال آخرين الفرصة بأن يمروا بتجربة شبيهة بالتجربة المثيرة التي مر بها.

ويحدث ذلك الآن. فقد شهد شهر آذار/ مارس 2005 تدشين أكاديمية ديفيد بيكهام إلى جانب قبة الألفية في لندن. والأكاديمية مشروع شعبي لكرة القدم يختلف عن أي شيء شوهد من قبل في المملكة المتحدة لأنه يرحب بتلاميذ المدارس في منشأة مشيدة على أحدث طراز تضم ملعبين داخليين كاملين، وغرفاً للدراسة، وقاعة للطعام، وغرفاً لتغيير الملابس، ومركزاً طبياً.

ويقوم بتصميم برامج التدريب والإشراف عليها، الرجل الذي حقق انتقال ديفيد وأفراد فريقه من مرحلة اللعب كأشبال إلى مرحلة اللعب كشبان في فريق "أولد ترافورد" (Old Trafford) وهو إيريك هاريسون. وتم أيضاً تدشين أكاديمية شقيقة في لوس أنجلوس.

وسيظل المشروع الجديد محور تركيز والتزام من جانب ديفيد بعد انتهاء أيام لعبه وسيتيح له الفرصة ليرد شيئاً من الجميل إلى اللعبة التي أحبها، اللعبة التي جعلته نجماً.

سفير النوايا الحسنة لليونيسف

ولقد دأب ديفيد على تقديم الدعم لليونيسف منذ أن كان عضواً في فريق مانشيستر يونايتد. ففي تموز/ يوليه 2001 سافر إلى تايلند مع الفريق في جولة له قبل الموسم، حيث زار مركز كريدتركارن الذي تدعمه اليونيسف، والتقى بأطفال لا تتجاوز أعمارهم الخامسة ممن تعرضوا للاستغلال على أيدي الكبار. وفي عام 2003 ساعد ديفيد، في إطار الفريق، على القيام بحملة "وضع نهاية لاستغلال الطفل" نظمتها لجنة اليونيسف في المملكة المتحدة.

وفي كانون الثاني/ يناير 2005 أصبح كابتن كرة القدم الإنكليزي سفيراً للنوايا الحسنة يتمحور تركيز خاص منه على برنامج اليونيسف ’الرياضة من أجل التنمية‘.

وكانت أول مهمة له كسفير أن قام بزيارة شعبة الإمدادات التابعة للمنظمة في كوبنهاغن، ليطلع بنفسه على العمل البالغ الأهمية الجاري لمساعدة 1.5 مليون طفل تأثروا بكارثة التسونامي في جنوب آسيا. ثم وجه ديفيد نداءً عالمياً لجمع أموال لدعم العمل الإنساني العاجل الذي تقوم به اليونيسف في المنطقة.

وقد تعهد ديفيد بتقديم دعمه لحملة ’معاً من أجل الأطفال، معاً ضد الإيدز‘ الحالية وشارك في سلسلة من الأفلام تروِّج لرسائل الحملة.
ويعد عمل ديفيد كسفير للنوايا الحسنة لصالح اليونيسف محوراً هاماً في حياته. إذ يقول "يمثل إسناد دور سفير النوايا الحسنة لصالح اليونيسف إحدى لحظات حياتي التي تعتبر مبعث فخري الشديد. وآمل أن أؤدي دوراً في مساندة هؤلاء الأطفال عندما يحتاجون إلى